Sunday, June 9, 2013

الندم

الـــندم


لسعت الشمس بشرته، واخترق ضوءها الساطع جفونه المغلقة، وأيقظته من سباته العميق، أستيقظ من النوم ليجد نفسه في منتصف اللا مكان، تخيل للوهلة الأولى أنه ما زال في دنيا الأحلام وأنه يعانى من كابوس مرعب، ورويداً رويداً بدأت حواسه تنتبه، وبدأ يستعيد وعيه وإدراكه كاملين .
بدأ يفيق ليجد نفسه ملقى  في أحدى الصحراوات ، أرسل نظره بصعوبة في جميع الاتجاهات لعل عينيه تلتقط أي شيء! إنسان .. حيوان .. نبات .. أو حتى جماد .. لم يرتد إليه بصره بأي شيء.
كاد قلبه يقف من فرط الفزع، ولم يستطع عقله استدعاء أي معلومة تدله على سبب وجوده في هذا المكان القاحل الخالي من أي شكل من أشكال الحياة ، وكأنه خلق الآن فقط ... مثله مثل آدم، الفارق بينهما أن آدم عندما دبت فيه الحياة وجد نفسه في الجنة، أما هو فقد وجد نفسه في أحد أودية الجحيم.
رمال ممتدة ،لا نهائية تحيط به من جميع الجهات، وشمس لاهبة تكاد تذيب رأسه وتشوى لحمه ونورها الباهر يكاد يعمى عينيه، ولا يصل إلى سمعه سوى صفير الرياح والتي تشتد أحياناً فيتحول ذلك الصفير إلى عواء يشبه عواء ضواري جائعة تبحث في دأب عن فريسة.
فجأة وهو غارق في تأمل مفردات هذا الواقع ومحاولة فك شفرته، تقافز قلبه وكاد ينخلع من صدره من شدة الرعب والصدمة أثر صوت يصرخ فيه وكأن الصوت يأتيه من جميع الاتجاهات :
-         "أدخل جوه ممكن يجيلك ضربة شمس وأنت قاعد في الشمس كده" !.
-         "أدخل فين ؟" سائلا نفسه ، ثم أستطرد:
-         "الصوت ده مش غريب عليا !"
صوت منفر، حاد النبرات، أجش، متحشرج، كصلصلة جرس عتيق، ولكنه مألوف !!
ألتفت خلفه ليبحث عن مصدر الصوت ليجد رجلاً أسمر البشرة أشهب الشعر أشعثه، شعيرات لحيته متنافرة متخاصمة لا هو بالحليق ولا هو بالملتحي ، يجلس على مصطبة تظللها تنده خشبية ممتدة من حائط طيني مزدان برسوم ونقوش تدل على أن صاحب هذا البيت القروي المنتصب وسط ذلك المحيط الأزلي من الرمال قد ركب البحر وأمتطى عباب الصحراء في رحلة مقدسة.
-         "أين كان ذلك الكوخ، لقد تفقدت المكان من حولي منذ ثواني ولم يكن ذلك البيت موجوداً، أهو بيت للجان انشقت عنه الأرض في تلك اللحظة ؟"
أفاق من تساؤلاته ليتأمل ذلك العجوز.
الجلباب المحيط بجسد الرجل ليس له معالم ، لم يستطيع أن يحدد حتى لونه، حاول أن يعتصر البقية الباقية من خلايا عقله ليتذكر أي شيء، لا يوجد أي شيء.
-         "أهو جني عفريت أم رجل أدمى ؟ أهو خازن هذا الجحيم ؟"
لم يسعفه عقله رغم أنه يشعر أن ذلك الوجه المخيف مألوف!!!
في خطى متثاقلة توجه إلى ذلك البناء الطيني لعله يظله من تلك الحرارة التي ألهبت جسده، والرجل يرمقه بنظرات تمتزج فيها الدهشة بالاستنكار.
وهتف فيه الرجل بصوته المستفز ممزقاً غشاء الصمت الذي لفهم لبرهة بلهجة آمرة وبصوت جهوري:
-         "باقولك إيه.. أنا عاوز استحمى!"
لم يترك له الفرصة ليبحث في عقله الفارغ عن المعاني الحركية المترجمة لتلك الألفاظ الصوتية حتى لحقه بالأمر الثاني:
-         "شوفلنا حاجة نأكلها، وأعملنا شاي، المرة دى شاي مش المية السخنة ايلى مالهاش لا طعم ولا رائحة أيلى أمك معوداك عليها ! عاوز شاي يعدل دماغي ويعمر الطاسة !"
لم ينتظر الرجل أي رد فعل حتى بادره:
-         "أستنى !!! هتولع نار أزاي يا فالح يا حيلة أمك !!! ما فيش حطب... ما هو سيادتك نايم في الشمس لقرب الظهر وسايب الدنيا تضرب تقلب، خد الحمارة وروح لم شوية حطب !!!"
-         "حطب ؟؟؟؟؟"
-         "كتب ؟؟؟ كتب أيه يا واد ؟؟؟؟؟"
 وأطلق ضحكة رنانة لا تخلو من الاستهزاء.
أدرك لحظتها أن العجوز شبه أصم، وأن تلك الآذان الكبيرة لا تدل إلا على كبر السن وترهل الحواس ومنها حاسة السمع، أضطر أن يستجمع قواه الخائرة ويصرخ فيه:
-         "حطب أيه؟؟ وفين الحمارة أيلي بتقول عليها؟"
-         "بتصرخ كده ليه هو أنا أطرش ؟ الحمارة مربوطة خلف الدار يا مسطول افندى، والحطب هتلاقيه هناك"، مشيراً بأصبعه إلى أحد الكثبان الرملية التي تقع على حدود ما يمكن أن يصل إليه البصر.
بدأ يكره تلك الأصوات اللعينة الآمرة التي تخرج من بين أشداق هذا الرجل، متعجباً من الجرأة التي يأمره بها، منصاعاً إلى تلك الأوامر ، حيث أن طاعتها يوحى بوعود ضمنية بإمكانية الاستظلال داخل البيت الطيني.
أخذ الحمارة وهو في شك من أنها سوف تبقى على قيد الحياة بعد إكمال تلك الرحلة تحت تلك الشمس الحارقة ، وظل يمشى بجوارها مشفقاً عليها من مشقة حمله فيكفيها ما هي فيه ، فهي الأخرى مكرهة على الانصياع لأوامر خازن الجحيم.
 وصل إلى التلة التي كان يشير إليها ذلك الرجل بعد وقت لم يستطيع حسابه،  كما لو أن الزمان قد توقف في هذه البقعة المكانية – أو أن معنى الزمان في هذا الكوكب يختلف عن المعنى الذي تعود على إدراكه. تسلق التلة بمشقة زائدة. كاد ينهار مرات من فرط التعب والحرارة والعطش، ومرات من شدة انحدار التلة وكأنها ترفض أن يتسلقها مبعوث خازن الجحيم، وعندما وصل إلى قمتها ممنياً نفسه بأنه قد قطع نصف الطريق إلى الظل، اجتاحته نيران اليأس مما رأى، فلا شيء وراء هذه التلة سوى بحار الرمال، أين ذلك الحطب الذي تحدث عنه ذلك العجوز الخرف؟ أهو لون جديد من ألوان العذاب ؟ عاد والغضب يأكله، والحقد يملأ قلبه على هذا الرجل.
عندما أقترب من البيت سمع صوت أجش يغنى في انتشاء!!وجده أوقد ناراً وخلع جلبابه المهلهل وجلس في طشت نحاسي مطموس الملامح، يشدو بمواويل تنم عن سعادة غامرة انتشاء شديد، وهو يدلك جسده الأسمر، ويلهو بالماء كما يفعل الصغار !!!
وكأنه ضبطه متلبساً بالتلصص عليه، وهو ينظر إليه في بلاهة ودهشة !!!
-         واقف عندك تنيل أيه ؟؟؟ جبت الحطب ؟؟
-         مالقتش حطب  !
-         مالها الركب ؟؟؟
تذكر أنه شبه أصم ، فاستجمع أنفاسه وملآ رئتيه بالهواء حتى يخرج الصوت قوياً حتى يسمع هذا العجوز الأطرش:
-         بأقولك مالقيتش حطب .
-         يا أخي صحيت الميتين ايلى في الصحراء ! بتصرخ ليه ؟ أنت دايما كده الخيبة راكباك. لو بعتك البحر تجيب مية هتقول مالقتش في البحر مية !! المهم.. خلصنا أنا هاموت من الجوع أعملنا لقمة نأكلها.
أزداد تعجبه من الصيغة الآمرة التي يكلمه بها هذا الرجل ! كما أنه متعجب من نفسه:" لماذا أتقبل أن يأمرني هذا العجوز الخرف بهذه الطريقة. أتراني عبداً خادماً لخازن الجحيم هذا ، وقد أصابني فقدان الذاكرة مما أراه في خدمته من أهوال!!أتراني ولده ؟؟؟؟؟
لم يستطع الوصول إلى إجابة لهذه الأسئلة ولم يسعفه عقله المتعب، لم يشأ أن يجادله ويسأله عن مكان المطبخ أو ماذا يطبخ أو ماذا تعنى كلمة شاي ؟ توجه إلى داخل الكوخ وصوت خازن الجحيم يلاحقه كأنه جرس يرن داخل جمجمته، تارة بالغناء وتارة بأوامر لم يدرك مدلولها. فضّل أن يتجاوز هذا العذاب حتى يجد رشفة ماء يروى بها عطشه...
تجاوز عتبة باب الكوخ ، كأنه عبر من بوابة سحرية إلى عالم آخر. ورغم أن عتمة الكوخ أجهدت عينيه في البداية .. لكنه أحس بأنه قد خرج من حفرة الجحيم إلى معنى آخر من معاني الوجود، من عالم الحرارة والقيظ إلى عالم الظل الرطب، من عالم غير محدد الملامح إلى مكان محدد يبعث على الشعور بالأمان.
الكوخ بسيط مرتب، قليل الأثاث ، التراب يكسو كل شيء ولكنه يكسوه بنظام. أحد الأركان يحتضن سرير، والجانب المقابل به شباك أسفله كنبة بلدى، أما الركن الايمن فيحتضن زير فخارى عتيق، وفى وسط الحجرة منضدة دائرية مغطاة بمفرش ينم على أنه كان في الزمن السحيق مفرش محترم شيك ، ولكنه الآن بالكاد يمكن أن تخمن لونه ونقشته من شدة الاتساخ والبقع التي تغطيه، وفى وسط المنضدة صينية نحاس قديمة متغير لونها، غير منتظمة القاعدة، في وسطها سبرتاية، يعتليها أبريق شاي صاج أزرق نصفه الأسفل يكسوه الهباب ويحيط بالسبرتاية أكواب زجاجية صغيرة بها بقايا شاي لزجة ، و كلما اقترب منها تصدر صوتاً مزعجاً لتصادم الأكواب بعضها ببعض ، برطمان سكر .. برطمان شاي .. برطمان قهوة .. وكنكة تسع لفنجان واحد.
الإضاءة خافته تكاد تكفى للرؤية،الجو رطب، تسيطر عليه رائحة عطن مميزة ونفاذة.
أتجه إلى الزير أزاح غطاءه وأمسك بالكوز الذى كان مسنوداً على الغطاء ومد يده داخل الزير، اعتراه خوف مفاجئ شل يده. تساءل:" ماذا يحتوى هذا الوعاء الفخارى ان شكله يوحى بالشك والريبة ... أيمكن أن يكون سكناً للجان؟ أو وكراً للأفاعي ؟ "
ولكن شدة العطش غلبت مخاوفه، وعندما قرب الكوز من أنفه هاجمت أنفه رائحة عطنة منفرة ككل شيء فى هذا المكان ، ولكنه مضطر لتجاهل الرائحة واللون وكذلك تلك المخلوقات التى تسبح فيه ، فليس هناك بديل أخر وعندما كاد الكوز يلمس شفتيه ليصب الماء فى حلقه الجاف ، أفزعه صوت ذلك الرجل صارخاً فيه:
-         "فين الأكل ؟ فين الشاى؟"
كاد الكوز يقفز من يده من الرعب والصدمة ولكنه تدارك نفسه وتجرع الماء العطن فى فمه دفعة واحدة ليسكّن الألم الناتج عن جفاف حلقه، ثم ملأ الإبريق من الزير، ووضعه على نار السبرتاية الهادئة وأخذ يبحث عن الخبز وما يمكن أن يؤكل. أتاه بصينية عليها بقايا خبز وصحن به قطعة جبن قديمة تسبح فى بركة من المش ترعى فيها ديدان سمينة.
صرخ فيه :
-          "ما ترد على التليفون مش سامع جرس التليفون؟"
جرس التليفون ؟ اهو مصاب بداء الهلاوس بالإضافة إلى ترهل حاسة السمع عنده؟ راعه منظر الرجل وهو متجه صوبه بجسده الهائل وكرشه الذى يسبقه، وهو يمشى مشية غريبة كأنه كسيح، يتعكز على عصا ولكن ليس هناك اى عصا بيديه، مائلا بجسده إلى الأمام، عاضا على شفتيه كما لو أنه يشعر بعض الألم نتيجة حركة قدميه.
تسمر مكانه وغشت كيانه كهرباء الرهبة:"اهو مقدم على قتلى؟ نظر إليه خازن الجحيم نظرة لم يستطع أن يفسر مدلولها ثم أجال نظره فى أركان الكوخ.
 ثم أدار جسمه وعاد ليجلس مكانه على باب الكوخ مرة ثانية.
مجرد اقترابه منه أو تفوهه بأى الفاظ اصبح يرعبه، لا يدرى لماذا سيطرت عليه فكرة ان العجوز قد يقتله لعدم اطاعته اوامره.
خرج من الكوخ وجسده يرتعد من الخوف والجوع والعطش والحرارة والحنق على هذا العجوز وعلى العذاب الذى هو فيه بسببه. جلس ساندا ظهره إلى الحائط الطينى، والقى برأسه بين ركبتيه متأملا حاله ، وفجأة غزت رأسه فكرة شيطانية: "ماذا لو تخلصت منه .. ولكن ألا يملك هذا العجوز سر مكان الماء ؟ كيف لى أن اتخلص منه قبل ان اعرف مكان الماء أو مكان الحطب ؟
التخلص منه أولى !!! ثم يمكن العثور على الماء والحطب وكل مقومات الحياة بدون ازعاج ورعب."
قضى ليلته فى نفس المكان متكورا على نفسه، مستندا إلى الحائط تتقاذفه الأفكار كأنه غريق فى بحر تتلاعب به الأمواج العاتية وتتقاذفه فى كل اتجاه ، أيتخلص منه ؟ عندها سيصير قاتلاً مجرماً ! أأصبر عليه ؟ يمكن أن يقتلنى هو !
غلبه تعبه، فأخذته إغفاءه هي أقرب إلى الإغماءة، ولكن رأسه ما زال يعمل مثل الطاحونة  ،أخذت الفكرة تنمو فى رأسه مسيطرة  على حواسه حتى تشبع بحتمية التخلص منه.
          وأثناء غفوته، خيل إليه أن العجوز قد قرأ أفكاره، فأقبل عليه وقد انتفخت أوداجه، وأحمرت عيناه، وأطبق على رقبته بقوة محاولاً خنقه وإزهاق روحه، فأستيقظ مفزوعاً وهو يلهث يتحسس أثر الأيدي الغليظة التي أعتصرت عنقه.
ومع بزوغ الضوء، تسلل إلى الكوخ باحثا عن سكين، وعندما وجدها نظر إليها فى رعب متشككا فى إمكانية قيامه بهذا، ولكن الفكرة الشيطانية توهجت فى رأسه وتمثل أمامه العذاب الذى أذاقه إياه البارحة وتمثل أمامه ما ينتظره من عذاب فى هذا اليوم أيضا...  قبض على السكين بقوة وغيظ، وراح يبحث عن العجوز.
ليجده منكفئ على وجهه على المصطبة التى اعتاد الجلوس عليها
-         "يا حاج !!!"
-          لم يستجب العجوز ... عاد الرعب مرة ثانية ليتسلل إلى قلبه
رفع صوته منادياً:
-          "يا حاج !!"
لم يجبه !!!
استجمع شجاعته وقوته واقترب منه مناديا بأعلى صوته:
-         "يا حــــــااااااااااااج" .
حاول هزه لإفاقته، فتدحرج العجوز من على المصطبة إلى الأرض مستلقيا على ظهره وعيناه شاخصتان إلى السماء !!!
صرخ فيه مرة أخيرة:
-         "يا حاااااااااااااااااج ."
أدرك لحظتها أن العجوز قد استجاب لرغبته وفارق الحياة موفرا عليه عناء القيام بعمل بطولى قد لا يكون لديه القدرة عليه !!! نظر إليه فى ذهول وكأنه تصور أن ذلك الكائن لا يمكن له أن يموت، وفجأة انخرط فى بكاء مرير.
ظل ينظر اليه يتأمله وهو فى تلك الحالة كثيراً ويبكى كثيرا غير مدرك لسبب بكاءه المرير هذا، وبعد فترة من التأمل ... ماذا يجب أن افعل به وقد زهقت روحه وهمد بدنه ؟؟؟
وبدأ فى الحفر لدفنه، وعندها توهجت الشمس أكثر وكأنها قد قررت أن تشارك فى الانتقام للعجوز؛ ازدادت الأرض صلابة كلما اخذ منها شيئا.
وعندما انتهى سقط من التعب ، لم يجد من يواسيه سوى أنفاسه اللاهثة المتسارعة، أستجمع قواه الباقية وانتصب قائماً، توجه إلى البيت الطينى يجر قدميه من التعب.
          بدأ فصل جديد ونوع مختلف من العذاب أنه الإحساس بالوحدة والوحشة ، عندما مر بمجلس العجوز أعتصر قلبه الألم والندم سائلاً نفسه لماذا قتله؟
دفع باب الكوخ وتوجه مباشرة إلى الزير ، وأدلى بالكوز فى أعماق الزير ليغرف بعض الماء ليسكت به عطشه ، ولعله يسكن الألم ، لكن ما هذا ؟ لقد غار ماء الزير !!! وأثناء تجوال يده داخل الزير لمست شيئاً طرياً ، أخرج يده مسرعاً وإذا بحية عظيمة تتبع يده فى الخروج وتنظر إليه فى غضب بارد !!! أرتد للخلف خطوات فى ذعر !!! خطر بباله أن خازن الجحيم لم يكن ليدع أحداً يشهد ميتته دون انتقام !!! وهذا الشيطان من اتباعه أرسله لينفذ انتقامه.
قبل أن يسترسل فى افكاره مالت عليه الحية المنتصبة فلدغته فى حركة خاطفة ، وقع على الأرض وشعر بالسم يسرى فى جسده ببطأ كأنه اكسير عذاب أعد خصيصا فى الجحيم ، لقد أرسل رسوله ليستل روحى ويكمل فصول عذابى فى بعد آخر من أبعاد الجحيم.
وأثناء انسلال روحه من جسده نشطت ذاكرته ومر شريط حياته أمامه وأصبح أكثر ما يعذبه فى تلك اللحظة .. الندم !
***
وليد الحداد

أغسطس 2009

No comments:

Post a Comment